انكشف، فاعترف، فاستقال.. فأراح البلاد والعباد من دوّامات التدقيق، ولجان التحقيق، وفتح الملفات ،و"الجيب والهات"، واختصر على الناس أوقاتهم، من النزول في"الجُمع" إلى الشوارع، ورفع اللافتات التي تحمل عبارات السجع ، و الشعارات المكتوبة على الورق المقوى..
انه الرئيس الألماني "كريستيان فولف"..المتّهم بتورطه في فضيحة مالية "صغيرة قد الفسفسه" ..قبل توليه فترة الرئاسة - لاحظوا قبل فترة الرئاسة - والتي تتمثل بحصوله على قرض منخفض الفائدة من زوجة صديقه رجل الأعمال الثري "ايغون جيركينز" بقيمة 500الف يورو..ومحاولة اخفاء هذه العلاقة اثناء استجوابه أمام البرلمان...واتهامه ايضاَ بالذهاب في إجازات مجانية على حساب رجال اعمال تربطه بهم صداقات وطيدة، و محاولة ارهاب الصحافة من خلال رسالة نصية مكونة من ست كلمات بعثها لأحدى رؤساء التحرير كتب فيها: " ان هذه القصة لا يجب نشرها".!!!
"شوفوا" ما أسخف فسادهم!! ..الرجل أخذ قرضاَ شخصياً،ولم "يمزّط "الموازنة مخصصاتها ويضعها في جيوب "جاكيته" ، ولم يمدّ يده إلى أية أموال عامة، ولم يتورط بغسيل أموال ولا تخاصية ولا تلزيم عطاءات ولا تنفيع جماعات ،ولا "زرط" مياومات،ولا السفر كل اسبوع الى بلاد الله على حساب الشعب "الملتعن سنسفيله".. كل جنايته انه أخذ قرضاَ من زوجة صديقه ولم يفصح عنه امام البرلمان.."البرلمان" الذي لم يستخدم لوبيات نيابية كبرى لتبرئته أو اغلاق ملفه أو تهريب جلسات مسائلته او مهاجمة الاعلام الذي هاجمه..الأعلام الذي لم ينبر للدفاع عنه و "ينبطوه" عموداً صحفياً في الصفحات الأولى يتغزلون فيه وبنزاهته أو كفاءته أو طيب نواياه أو بياض يده .. كما انه لم يشبع "الألمان" عنتريات على شاشات التلفاز وهو "يتفتف" بتضحياته ويزاود على الشعب بوطنيته وإخلاصه لتراب بلده..وهو في الواقع على اتم الاستعداد ان يبيع وطنه من البحر الى البحّارة: "بكيس فلافل"...
كل ما فعله الرجل ، أنه لم يرد ان يحرج ألمانيا ولا يهدر وقتها ، ولا يفاقم ازمة اقتصادها، ولا يزلزل ثقة الشعب بمسؤوليه بسبب – زلة نفس- اجتاحته ذات ضائقة مالية واضطرته الى أخذ قرض ميسّر من زوجة صديق.
ولأنه لا يتمتع بــ"طولة بال" ولا الــ "البلادة" في تحمّل "الغمز واللمز"حوله من قبل الإعلام والمواقع الاليكترونية والرسوم الكاريكاتيرية .. وقف بثقة يوم الجمعة الماضي امام شاشات الاعلام والقى خطاباً مقتضباً قال فيه " ان ثقة الشعب الألماني تأثرت في على مدار الأسابيع الماضية ،وعلى ذلك أقدم استقالتي"..
ماذا لو كان "كريستيان فولف " مسؤولاً أردنيا...أكيد سيبتلع القرض والفائدة والكرسي والبرلمان ورئيس التحرير و زوجة صديقه..ويظل مصرّاً على انكاره لهم جميعاً!!..طالباً الفزعة من أقاربه لينصبوا له خيمة على طريق المطار..
**
يحرق حريشهم هالألمان .. حتى فسادهم "دقّ ألماني"!!